سایت شعرناب محیطی صمیمی و ادبی برای شاعران جوان و معاصر - نقد شعر- ویراستاری شعر - فروش شعر و ترانه اشعار خود را با هزاران شاعر به اشتراک بگذارید

منو کاربری



عضویت در شعرناب
درخواست رمز جدید

معرفی شاعران معاصر

انتشار ویژه ناب

♪♫ صدای شاعران ♪♫

پر نشاط ترین اشعار

حمایت از شعرناب

شعرناب

با قرار دادن کد زير در سايت و يا وبلاگ خود از شعر ناب حمايت نمایید.

کانال تلگرام شعرناب

تقویم روز

جمعه 2 آذر 1403
    21 جمادى الأولى 1446
      Friday 22 Nov 2024
        مقام معظم رهبری سید علی خامنه ای و انقلاب مردمی و جمهوری اسلامی ایران خط قرمز ماست. اری اینجا سایت ادبی شعرناب است مقدمتان گلباران..

        جمعه ۲ آذر

        پست های وبلاگ

        شعرناب
        الدرس الثالث و العشرون - الشعر فی عصر الجاهلی
        ارسال شده توسط

        جاسم ثعلبی (حسّانی)

        در تاریخ : سه شنبه ۲۸ آبان ۱۳۹۲ ۰۳:۴۲
        موضوع: آزاد | تعداد بازدید : ۱۱۰۱ | نظرات : ۰



        شِـعْــرُ الغـَــــزَلْ
        (النّسيب والغزل والتّشْبيبُ)

        النَّسِـيبُ هو : رَقيقُ الشِّعْر في النساءِ؛ ولا يكون إلاَّ في النِّساءِ.


        والغَزَلُ هو: حديثُ الفِتْيان والفَتَيات. .. ويقال أن الغَزَلُ هو الّلهْـو مع النساء.


        وتَشْبِـيبُ الشِّعْر: تَرْقِـيقُ أَوَّله بذكر النساءِ، وهو من تَشْبـيب النار.




        ومُغازَلَة النساء هي مُحادثـتُهن ومُراوَدتُهنَّ. وكذلك تفعل المرأة بالرجل ..... أما التَّـغَــزُّلُ فهو تكَـلُّّف الغَزَل ... ويُوصف الرجل ممن يحب مغازلة النساء وفق هذا المعنى بأنه رجل غَـزلٌ (بكسر الزّين) .. وتوصف المرأة التي تحب مغازلة الرجال ومراودتهم أيضا بأنها غَـزلـَة ومُتَغَـزِّلَةْ سواء أكانت تهوى حديث اللهو مع الرجال أو تقول فيهم شعراً. وإن كان بغرض المدح فمدح المرأة للرجل إعجاب وتعبيرها عن هذا الإعجاب هو غزل.



        وكانت العرب ترى انه لا يقول الرجل في المرأة شعراً غزلاً كان أم نسيب إلاّ وكان عاشقا لها ..... ولكن زماننا الحالي بات مليئا بالمفارقات فبتنا نسمع عن من يتقرب للمرأة بمعسول الكلام ليس حبا لها ، وإنما لمجرد التسلية وشغل أوقات الفراغ أو قـضـاء مأرب عرضي.


        وتقول العرب ايضا عن المرأة الشاعرة أنها إذا عشقت تـغـزّلت.....

        وقد ظلّ هذا المعنى سائدا دون ان يطرا عليه تعديل في التاريخ المعاصر وربما ما عاد أحد يهتم .... لكن المشاهد ان العرب ولأسباب تتعلق بحساسيتها المفرطة تجاه المراة قد ذهبت إلى ما ذهبت إليه في تفاسيرها . ولكن المفاهيم تغيرت الآن ولم تعد المرأة تجد حرجا في الشكوى من حَرّ الهوى ولواعج الغرام وذكرى الحبيب وسكب الدموع على غدره أن غدر أو غادر الحياة الدنيا ... إلخ ... ولم يعد أحد يعيب عليها ذلك بعد أن اعترف لها الذكر بحقوقها العاطفية. .. لكنها مع ذلك تظل تراوح نفسها في الجانب العذري من العلاقة بعيدا عن الجوانب الحسية الجوهرية ... ومن ثم متحفظة كثيرا مقارنة بالرجل الذي يبدو حراً طليقاً يقول ما يشاء ويطرق كافة الأبواب ويرتاد بشعره كل الأماكن الحسّاسة في جسد المرأة دون حسيب ولا رقيب.



        والغزل هو ضرب من ضروب الخِفّة العاطفية لعوامل جينية وإستعداد نفسي فطري موروث فوق السيطرة لدى الذكر أو الأنثى على حد سواء وليس للبيئة دخل فيه ..... فقد تجده في الأمِّي والمتعلم ، الجاهل والمثقف ، البدوي والبدوية ، القروي والقروية ،الحضري والحضرية ، المراهق والكهل والعجوز (المتصابي) ولدى إنسان الأدغال وساكن قمم الجبال على حد سواء .... ومنه يقول العرب لبعض أنواع الظباء (غزال) لخفّة حركته....

        ولكن يبقى الأسلوب الذي يتبعه الفرد في الغزل وحب الجنس الآخر هو الذي يحدد مدى قبول المجتمع له بغض النظر عن عمره .. والشاطر من يتصرف وفق سنه وما يتطلبه من أفكار وأداء فالذي يقبله المجتمع من المراهق والمراهقة قطعا لن يقبله من الشيخ والعجوز .. ولكن مع ذلك فالحب مشاع للجميع طالما فيهم روح وتنبض أجسادهم بالحياة أو كما يقال (من المهد إلى اللحد)... وقد بتنا الآن نسمع عبر وكالات الأنباء بمن يعقدون قرانهم على بعضهم البعض وهم في نهاية السبعيات وربما بداية الثمانينات من العمر..



        والحب والعشق والنسيب والغزل لدى البدو وأهل القرى اوضح وأقوى وأشد تمكينا في القلب من أهل المدن بسبب عدم تلوّث النفس بجفاء المدينة وغربتها.... وكذلك لتوافر مساحة الحرية الواسعة في العلاقة الظاهرية والاتصال بين الرجل والمرأة في المجتمع البدوي والقروي كونهم جميعا أبناء عشيرة واحدة أو قبيلة يتعارفون فيما بينهم واكثر إطمئنانا للحب العذري.

        والبدوي إذا تملكه الهوى مرض واصابته الحمى ولزم الفراش فيعرف أهله انه عاشق وقد يصل به الأمر إلى الجنون أو الموت ... وكذلك تصاب الفتاة الكاعب والمرأة البدوية بالأرق والذهول وينحل جسدها وتذبل وترفض الأكل وربما تموت بسبب الحب .... على العكس من إنسان الحَضَـر بوجه عام حيث يكون أقدر على التماسك وتغليب العقل والموازنة بين الممكن والمستحيل والمنفعة المتبادلة متأثرا بمعطيات وقناعات الحياة المادية . فتجعله لا يمنح الحب كل قلبه ومشاعره ... وتكون للواقعية دور كبير في إنشاء حوائط الصد العاطفية لديه.


        وللتبسيط يمكن تعريف المصطلحات على النحو التالي:


        (
        الغـَـزَلْ)


        وبنحو عام فإنك إذا قرات قصيدة فيها حوار بين الرجل والمراة من قبيل قالت لي وقلت لها غضبت مني .. ابتسمت .. خجلت .... أو حتى اشاحت بوجهها فهذا هو ضرب الغزل بينها وبينه مكتمل الصورة والأركان..... وهو اوضح في شعر البدو ن لسبب سهولة اللقاء والاختلاط الذي تفرضه البيئة ومشاركة المراة للرجل في الأعباء من رعي وزراعة وسقاء وورود ماء .. إلخ...


        ولأجل ذلك ترى في المجتمعات المتحضرة أن الفتاة أو المرأة ترفض التجاوب سلبا أو إيجابا مع الرجل بل ولا تنظر إليه فيكون ذلك أبلغ رسالة له أن طريقه مسدود مسدود .. ولكنها إذا كشرت في وجهه مثلاً أو عبرت له بعينيها وفمها عن احتقارها وكرهها له أو شتمته بكلمة فإن ذلك يكون مؤشرا على تجاوبها معه وفتح الباب له للحوار بشتى أنواعه فيتشجع وهو يدرك أنه لا محالة في النهاية سينال رضاها وكما يقول المثل الشعبي (مَا مِنْ مَحَبـّة إلاّ بَـعْـدَ عَـدَاوَة).





        (
        النّسيبْ)


        وإذا وجدت اقتصار موضوع القصيدة على الوصف لمحاسن المرأة ومفاتنها والسهر وعد النجوم ... إلخ دون تواجد للمحبوبة في مسرح القصيدة وبالتالي لاتشارك المحبوبة بردود افعال حاضرة إيجابية أمام شاعرها فهذا هو النسيب والسلام ... وهو اوضح في شعر الحضر .... وربما لو تمعنت في شعر أبناء العاصمة المثلثة حتى عهد قريب لوجدت ذلك واضحا وحيث يغلب وصف جسد المراة ومفاتنها على الحوار اللفظي بينها وبين شاعرها.

        إذا كَانَ مَدْحٌ فالنّسِيبُ المُقَدّمُ:

        وكانت العرب لا تمدح إلا إذا افتتحت للقصيدة بالنسيب .. وتقول القاعدة في هذا المجال (إذا كَانَ مَدْحٌ فالنّسِيبُ المُقَدّمُ) .. ولأجل ذلك كانت افتتاحية الشاعر المخضرم كعب بن زهير الذي جاء يطلب العفو ويعلن إسلامه وهو يتشرف بالوقوف أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم لينشد قصيدته العصماء والأكثر شهرة في مدح سيد الخلق (بانت سُعَادُ):


        بَانَتْ سُعَادُ فقَلْبـِي اليَوْمَ مَتْـبُولُ.....


        مُـتَـيّمٌ عِنْدَهَا لَمْ يُـفْـدَ مَكْبُولُ
        ومَا سُعَادُ غَدَاةَ البَيْن إذْ رَحَلُوا.....


        إلاّ أغَنّ غَضِيضُ الطّـرْفِ مَكْحُولُ
        هَيْفَـاءُ مُقْبلَةٌ عَجْـزَاءُ مُـدْبــِرَةٌ.....


        لا يُشْتَكَىَ قِـصَـرٌ مِنْهَا ولا طُـولُ
        تَجْلُو عَوَارضَ ذِي ظَلْم إذَا ابْتَسَمَتْ.....


        كَـأنـّهُ مُنْهَـلٌ بالـرّاحِ مَعْـلُـولُ
        شُجّتْ بـذِي شَبـََمٍ مِنْ مَـاء مَحْنِيَةٍ.....


        صَافٍ بأبْطَحَ أضْحَىَ وَهْوَ مَشْمُولُ
        وهي قصيدة طويلة من (56 ) بيتا حسب ما جاء في سيرة إبن هشام عن رواية محمد بن إسحاق.



        (
        التّشْبيبْ)


        جاء في لسان العرب لإبن منظور قوله:


        وتَشْبِـيبُ الشِّعْر: تَرْقِـيقُ أَوَّله بذكر النساءِ، وهو من تَشْبـيب النار.


        ويقول الجوهري في (الصحاح في اللغة) : وشَبَبْتُ النار والحَرْبَ أَشُبُّها شَـبّاً وشُبوباً، ? إذا أَوْقَـدْتـَها.


        وشَبَّبَ بالمرأَة: معناه أنه قال فيها الغَزَل والنَّسِـيبَ؛ وهو يُشَبِّبُ بها أَي يَنْسُبُ بها.


        والتَّشْبِـيبُ: النَّسِـيبُ بالنساءِ.


        ويقتصر التشبيب على شعر الرجل في المرأة ولايعتبر تغزل المرأة في الرجل تشبيبا وإنما هو في كل الأحوال غزل حتى لو استتر تحت عباءة شعر الحماسة والفخر والمدح.... هكذا استقر قدماء العرب وكبار النقاد في ذاك الزمان على هذا الرأي .... ولا يزال هذا التفسير هو السائد لعدم تجديده وفق مقتضيات العصر ...ولا شك أن السبب يكمن في أزمة النقد الأدبي.


        وربما ذهب الرُواة وقدماء النقاد مثل الأصمعي (الذي ذاع صيته خلال العهد العباسي) إلى تحديد تلك المصطلحات أو تبنِّيها من لدن السابقين لسبب أن النّسيب متصل بوصف المفاتن والمحاسن المثيرة في المرأة .... وهذه المفاتن والمحاسن بالطبع لا يوجد لها شبيه في الذكر الرجل .... فلا يعقل مثلا أن تقول المراة في الرجل (النّسيب) من قبيل أن كفله كذا وخصره كذا واردافه على هذا النحو وشفتيه كالفراوله .... إلخ
        وبالتالي فإنه إذا نظمت المرأة شعرا في الرجل لا يقال لشعرها هذا (نَسِـيـبـَا) وإنّمَا (غَزَلاً) فالنسيب كما قدمنا هو في المرأة فقط ولا يكون في الرجل.


        وقيل فى الغزل ايضا:
        هو التحدث عن النساء ووصف ما يجده الشاعر حيالهن من صبابة وشوق وهيام، وقد طغى هذا الغرض على الشعراء فأصبحوا يصدرون قصائدهم بالغزل لما فيه من تنشيط للشاعر واندفاعه في قول الشعر، ولما فيه من تنشيط للمستمع لذلك الشعر، ومن أجمل مطالع القصائد الغزلية قول المثقب العبدي:


        أفاطِمُ قبْلَ بَينِكِ مَتَّعـيني
        ومَنْعُكِ مَا سَألتُ كأن تَبِيني
        فَلَا تَعِدِي مَواعِدَ كاذباتٍ
        تَمرُّ بِهَا رِيَاحُ الصَّيفِ دُونِي
        فَإنِّي لَوْ تُخَالِفُني شِمَالِي
        خِلاَفَكِ مَا وَصَلْتُ بِهَا يميْنِي
        إذاً لَقَطَعْتُهَا ولَقُلْتُ بِيْني
        كَذَلكَ أجْتَوِي مَنْ يَجْتويني
        وإذا تتبعنا الغزل الجيد المؤثر في النفس وجدناه الناتج عن التذكر واسترجاع المواقف الماضية سواء كان في صدر القصيدة أو غزلا مقصوداً لذاته، فهذا المُرَقِّش الأصغر يقول في تذكر موقف غزل:


        صَحَا قَلْبُه عَنْهَا عَلى أَن ذِكْرَةً
        إذَا خَطَرَتْ دارَتْ بِهِ الأرَضُ قائماَ
        وهذا بشر بن أبي خازم يقول:


        فَظَلِلْتَ من فَرْطِ الصَّبَابَةِ والهَوَى
        طَرِفاً فؤادُكَ مِثْل فِعْل الأيَهْمِ


        وإذا كان بعض الشعراء يعبرون عن لوعتهم وحبهم في أبيات تصور خلجات النفس وتأثرها بالحب فإن عدداً من شعراء الجاهلية يتعدون ذلك إلى وصف المرأة وصفاً كاملاً فيصفون وجهها وعينيها وقوامها ورقبتها وأسنانها وغير ذلك، ومن هؤلاء الأعشى وامرؤ القيس بل إِن امرأ القيس لا يتورع عن ذكر ما يجري بينه وبين المرأة. وغرض الغزل وإن كان يستدعي أسلوباً ليناً رقيقاً إلا أننا لا نجد ذلك إِلا عند القليل من الشعراء الجاهليين.

        أما معظم شعراء الغزل في الجاهلية فأسلوبهم يتصف بالقوة والمتانة ولا يختلف عن أسلوب المدح أو غيره من الأغراض.
        الغزل فى العصر الجاهلى:
         
        أجمع الباحثون على أن الغزل في العصر الجاهلي ,قد احتل الجزء الأكبر من تراثنا الأدبي ,لأنهم لم يجدوا قصيدة , في أي غرض من الأغراض,إلا وفيها اتصال بالغزل ,إن لم تكن مقتصرة عليه.لذلك نرى شكري فيصل يقول في كتابه ((تطور الغزل بين الجاهلية والإسلام )) ((إن الثروة الشعرية كالقطعة الذهبية ذات الوجهين :نقش الجاهليون على صفحتها الأولى عواطفهم التي ابتعثها فيهم الحب, وما يؤدي إليه هذا الحب من وصل أو هجر,ومن سعادة أو شقاء,ومن لذة أو غصة,وصوروا هذه العواطف ,وأفنوا في تصويرها ملكاتهم ومواهبهم..أما الصفحة الأخرى ,فقد جمعوا عليها أغراضهم الأخرى ,ونثروا في أطرافهم كل الفنون والأغراض الثانية,كائنة ما كانت هذه الفنون والأغراض)).
        وإذا رأينا بعض الشعراء يستهلون قصائدهم بالخمرة, فإنهم لا يلبثون أن يعودوا إلى الغزل ليبثوا المرأة مشاعرهم, وما يعانونه من عذاب الهجر,وألم الفراق,بكل صدق وأمانة ,وهذا ما حمل شكري فيصل على القول ))إن الأغراض الأخرى التي عرض لها الشعراء الجاهليون لم تكن ,في كثير من الأحيان,مقصودا إليها قصدا ,ولا متعمدة تعمدا..كانت روح الحب ,وعواطف الهوى هي التي تبتعثها ,وهي التي تكمن وراءها)).وهذا عنترة في معلقته,إنه لم يفتخر للفخر,وإنما للتغزل بحبيبته التي ملكت عواطفه,وسيطرت على أفكاره.

        ومن هنا يمكننا القول إن المرأة هي كل شيء في نظر الجاهلي ,وأكرم عليه من ناقته أو جواده,وقد أخطأ من شيع أنها كانت عنصرا محتقرا,لأنها كانت عرضة للسبي , و مجلبة للعار, وإن ما وصل إلينا من أشعار يحمل صورة مشرقة عنها,فضلا عن أنها تشكل الموضوع الذي أولاه الشعراء أولى اهتماماتهم ,ولولا ذلك لما كان الاستهلال بالغزل وسيلة للولوج إلى هدف آخر.
        وإذا كان الرجل مسيطرا على المرأة,فذلك نتيجة لطبيعة الحياة التي جعلت منه المسئول عن الأسرة وحمايتها ,فضلا عن طبيعة الصحراء التي فرضت عليه القوة الجسدية للدفاع عن الحياض,والقيام بعمليات الغزو.

        ونظرا لجفاف الصحراء,وضعف خيال الشاعر جاء غزلهم وصفا للجمال الخارجي:كجمال الوجه,والجسم,دون التعرض إلى الجمال النفسي والخلقي,وكانوا يتفننون في رسم صورة هذا الجمال في العين وسائر الحواس,دون أن يهتموا بما يتركه هذا الجمال من أثر في نفوسهم .لذلك بدا غزلهم غارقا في المادية النابعة من صميم الطبيعة الجاهلية.وقد علل يوسف حسين بكار هذه المزية بقوله)):والذي أراه أن أكثر الشعراء الجاهليين لم تتح لهم الفرص الكافية للعيش مع من يتغزلون فيهن,أو التعرف عليهن من كثب,وإنما كانت لقاءات عابرة ,ونظرات من بعيد ,وإلا لما اكتفوا بالأوصاف الخارجية للمرأة)).

        ونتيجة لما تقدم,يمكننا تصنيف الغزل الجاهلي في اتجاهين متناقضين,أولهما الاتجاه الحسي الفاحش او الغزل الصريح,وزعيمه امرؤ القيس,صاحب المغامرات الليلية مع الحبالى والمرضعات,وثانيهما الاتجاه الحسي العفيف او الغزل العفيف الذي اشتهر في العصر الأموي,وكانت نواته في الجاهلية .وكثيرون هم زعماء هذا الاتجاه ,وقد اقترنت أسماؤهم بأسماء محبوباتهم ,مثل المرقش الأكبر وأسماء,والمرقش الأصغر وفاطمة,وعروة بن حزام وعفراء,وعنترة بن شداد وعبلة...

        ومهما يكن من أمر,فإن أهم ما ينطوي عليه الغزل الجاهلي هو تكرار المعاني,وصدق العاطفة وإنسانيتها.فإن الشاعر عندما يذكر حبيبته,ويبثها عواطفه,نشعر وكأن شعره تعبير عن عواطفنا,رغم بعد المسافة الزمنية بيننا وبينه,وذلك لما تحوي خلجات قلبه من شحنات عاطفية لا تعبر عن فرد أو جماعة في بيئة معينة ,وإنما تعبر عن قاسم مشترك لعواطف الناس أجمعين,وإن تكلم الشاعر عن أمكنة معينة,ومحددة بأسمائها ونباتها وحيوانها.أضف إلى ذلك المعاني البسيطة المأخوذة من الواقع الحسي القريب,وما خبره الشاعر في حياته الاجتماعية, مصوغة بأسلوب جزل قوي وموجز,تنقصه الهندسة الفنية.
        وفيما يلى نتعرض لبعض الشعراء الذين ابدعوا فى الغزل فى هذا العصر ونتعرض ايضا لأشهر القصائد...


        امرؤ القيس
        هو حندج بن حجر (نحو 130-80ق.ه=نحو497-545م)من أشهر شعراء العرب ,.كان أبوه ملك أسد وغطفان ,وأمه أخت المهلهل(الزير)الشاعر البطل المشهور .اشتهر بلقبه ((امرؤالقيس)),وب((الملك الظليل))لاضطراب أمره طوال حياته ,وب((ذي القروح))لما أصابه في مرض موته.كان محبا للهو واللعب ,مولعا بمغازلة النساء ومفاكهتهن .ومن جميل شعره في الغزل نقتطف الأبيات التالية:
        خليلي مر بي على أم جندب لنقضي لبانات الفؤاد المعذب
        فإنكما إن تنظراني ساعة من الدهر تنفعني لدى أم جندب
        ألم ترياني كلما جئت طارقا وجدت بها طيبا وإن لم تطيب؟
        · * *
        ...
        ويوم دخلت الخدر,خدر عنيزة فقالت لك الويلات إنك مرجلي
        تقول ,وقد مال الغبيط بنا معا عقرت بعيري ياامرأ القيس فانزل
        فقلت لها سيري ,وأرخي زمامة ولا تبعديني من جناك المعلل
        فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم محول
        أفاطم مهلا بعض هذا التذلل وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
        أغرك مني أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعل
        وإن تك قد ساءتك مني خليقة فسلي ثيابي من ثيابك تنسلي
        · * *


        عنترة بن شداد
        أحد أبطال العرب وشعرائهم المشهورين (...-نحو600مق.ه).كانت أمه حبشية,فسرى إليه السواد منها.كان من أحسن العرب شيمة وأعزهم نفسا.يوصف بالحلم على شدة بطشه .أحب عبلى ابنة عمه ,ولاقى في سبيلها ضروبا من المرارة والعذاب ,بسبب لونه,وعدم تمتعه بحريته في بداية حياته ,ولأسباب عائلية اجتماعية .قال في حبها قصائد غزلية خالدة.
        هرب والدا عبلة بابنتهما إلى بني شيبان,من وجه عنترة,فقال الشاعر:
        ياطائر البان ,قد هيجت أشجاني وزدتني طربا يا طائر البان
        إن كنت تندب ,إلفا قد فجعت به فقد شجاك الذي بالبين أشجاني
        زدني من النوح ,واسعدني على حزني حتى ترى عجبا من فيض أجفاني
        وقف لتنظر ما بي ,لا تكن بي عجلا واحذر لنفسك من أنفاس نيراني
        وطر ,لعلك في أرض الحجاز ترى ركبا على عالج أو دون نعمان
        يسري بجارية تنهل أدمعها شوقا إلى وطن ناء , وجيران
        نا شدتك الله يا طير الحمام إذا رأيت يوما حمول القوم , فانعاني
        وقل : طريحا تركناه وقد فنيت دموعه , وهو يبكي بالدم القاني
        · * *
        سألت امرأة من بني كندة عنترة أن يقيم معها في ديار قومها ,واعدة إياه بتزويجه من يريد من بناتها,فقال:
        لو كان قلبي معي,مااخترت غيركم ولا رضيت سواكم,في الهوى,بدلا
        لكنه راغب فيمن يعذبه وليس يقبل لا لوما ولا عذلا
        · * *
        ولقد ذكرتك , والرماح نواهل مني , وبيض الهند تقطر من دمي
        فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم
        · * *
        حسناتي عند الزمان ذنوب
        وفعالي مذمة وعيوب
        ونصيبي من الحبيب بعاد
        ولغيري الدنو منه نصيب
        كل يوم يبري السقام محب
        من حبيب وما لسقمي طبيب
        وهلاكي في الحب أهون عندي
        من حياتي إذا جفاني الحبيب
        ولقد ناح في الغصون حمام
        فشجاني حنينه والنحيب
        ياحمام الغصون لو كنت مثلي
        عاشقا لم يرقك غصن رطيب
        فاترك الوجد والهوى لمحب
        قلبه قد أذابه التعذيب
        · * *


        المنخل اليشكري
        هو المنخل بن مسعود بن عامر (...-نحو603مق.ه).أشهر شعره رائيته التي سنثبتها .قالها في ((هند))بنت عمرو بن هند,فلما عرف أبوها بأمره قتله.وضربت العرب به المثل في الغائب الذي لا يرجى إيابه ,يقولون: ))لا أفعله حتى يؤوب المنخل)).
        فتاة الخدر
        إن كنت عاذلتي فسيري
        نحو العراق ,ولا تحوري
        لا تسألي عن جل ما
        لي,وانظري كرمي وخيري
        ولقد دخلت على الفتا
        ة الخدر في اليوم المطير
        الكاعب الحسناء تر
        فل في الدمقس وفي الحرير
        فدفعتها فتدافعت
        مشي القطاة إلى الغدير
        ولثمتها فتنفست
        كتنفس الظبي الغرير
        فدنت , وقالت : يا منخل
        ما بجسمك من حرور؟
        ما شف جسمي غير جس
        مك,فاهدئي عني وسيري
        وأحبها وتحبني
        ويحب ناقتها بعيري
        يا رب يوم للمنخ
        ل ,قد لها فيه قصير
        ولقد شربت الخمر بال
        خيل الإناث وبالذكور
        فإذا انتشيت فإنني
        رب الخورنق والسدير
        وإذا صحوت فإنني
        رب الشويهة والبعير
        وفى الحقيقة شعر الغزل فى العصر الجاهلى لا ينتهى ولا تنضب ابداعات الغزل فى العصر الأموي:
        في دراستنا للقصيدة العربية التقليدية في العصر الجاهلي أول ما يطالعنا مقدمتها وهي في عمومها : غزل إن كانت وصفا لطلل أو لطيف أو نسيب ،ولا تكاد تخلو مطولة من غزل ، نراه في مقدمتها أو في ثتاياها ، ولكنه لم يكن غرضا مقصودا لذاته، بل كان غرضا من ضمن أغراضها المتعددة. نراه عفيفا عند بعض الشعراء كعنترة العبسي ، كما نراه فاضحا إباحيا عند آخرين كامرئ القيس.


        حافظ الشعراء على هذه الصورة في شعرهم التقليدي من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث. وعلى سبيل التمثيل لا الحصر نراه في قصائد لشعراء في صدر الإسلام كقصيدة كعب بن زهير في مدح الرسول والتي مطلعها:
        بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول
        ونراه في عصر بني أمية عند الفرزدق والأخطل وجرير وغيرهم . يقول جرير في مطلع إحدى مطولاته:
        لمن الديار كأنها لم تحلل بين الكناس وبين طلح الأعزل
        مرورا بالشعر العباسي والأندلسي إلى عصرنا هذا، نجد الشعراء المحافظين على عامود القصيدة التقليدية ملتزمين بالمقدمة الطللية في مطولاتهم كالبارودي وشوقي وغيرهم.
        لكن شعر الغزل تطور منذ عصر بني أمية وأصبحت له صورة أخرى لم تكن من المطولات , إنما كانت في أكثرها مقطوعات ,ولم تكن غرضا ضمن أغراض أخرى بل أصبح فنا قائما بذاته , لا يقال لينشد , وإنما ليغنى . وأصبح لشعر الغزل نكهته الخاصة في كل عصر من العصور. ولنا وقفة معه ومع شعرائه في عصر بني أمية.
        لا يختلف اثنان من دارسي الأدب العربي على أن شعراء الغزل في العصر الأموي فريقان: شعراء الحواضر ويقصد بهم شعراء مكة والمدينة ويصنف شعرهم على أنه شعر صريح فاضح وشعراء البوادي وهم شعراء بوادي الحجاز ونجد كبني عذرة وبني عامر وتميز شعرهم بنقائه وعفته الغزل العفيف.

        شعراء الغزل العفيف:
        من يقرأ كتاب الأغاني للأصفهاني يجد أخبارا كثيرة تصور حب سكان مكة والمدينة للغناء ، وكيف عاش الشعراء للحب والغزل ، فانشدوا المقطوعات الغزلية التي تتناسب والغناء ، ولذا نجد هذا الفن قد تطور في هذا العصر- بتأثير الغناء - تطورا واسعا ، ومن مظاهر هذا التطور:أنه أصبح فنا قائما بذاته ، ولم يعد غرضا من أغراض القصيدة المتعددة.وأصبحت كثرته مقطوعات قصيرة.وقد عدل الشعراء إلى الأوزان الخفيفة من مثل بحر الرمل والسريع والخفيف والمتقارب.و استعمال الألفاظ العذبة السهلة .كما أصبح في غالبه تصويرا لأحاسيس الحب ولم يعد بكاءً على الأطلال.
        لم يكن شعراء مكة والمدينة جلهم من شعراء الغزل الصريح ، فقد كان منهم أصحاب تقوى وعفاف وورع فكان شعرهم نقيا طاهرا مثل : عبد الرحمن بن عمار الجشمي ، وعروة بن أذينة ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة.

        ولكن شعراء الغزل الإباحي الفاضح هم الجمهور الأكثر وهم الذين ذاع صيتهم وانتشرت أخبارهم وعلى رأسهم عمر بن أبي ربيعة والأحوص ، والعرجي.
        ولا يسعنا الا التعرض لبعض الشعراء الامويين الذين برعوا فى فن الغزل وفى مقدمتهم عمر بن ابى ربيعة ..هذا الشاعر الخطير الذى يعد من اشهر الشعراء فى التاريخ العربى
        **عمر بن أبي ربيعة
        نسب عمر وعشيرته وأهله
        هو عمر بن أبي ربيعة المغيرة , ويغلب عليه أن ينسب إلى جده . فيقال ابن أبي ربيعة , وكنيته المشهورة أبو الخطاب , وهو ينحدر من عشيرة مهمة في مكة, وهي عشيرة بني مخزوم , والتي كانت أحد البطون العشرة التي تؤلف قريش البطاح , وكان صوتها مسموعاً بين هذه البطون وفي مجلس شيوخها.
        وما زال نجم المخزوميين يصعد أواخر العصر الجاهلي حتى أصبحت لهم شهرة مدوية في الجزيرة العربية , وخاصة هذا الفرع الذي نجم منه عمر, وكان آباؤه وأعمامه يعدون من سادة قريش الأولين , ومنهم هشام بن المغيرة والوليد بن المغيرة , وجده الذي كان بطلاً من أبطال قريش.
        وكما تقدم المخزوميون بالشجاعة تقدموا أيضاً بالكرم وبذل المال , فقد كانوا من تجار مكة الميسورين .وفي هذه الأسرة يلمع اسم عبد الله بن أبي ربيعة, وكان تاجراً موسراً ,وكانت مكة تسميه "العدل" لأنها كانت تكسوا الكعبة في الجاهلية بأجمعها من أموالها سنة ,ويكسوها هو من ماله سنة , فأرادوا أنه وحده عدل لهم جميعاً , وكان اسمه بحيراً , فلما أسلم عام الفتح سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله . ويقول أبو الفرج : إنه كان لعبد الله عبيد من الحبشة يتصرفون في جميع المهن , وكان عددهم كثير , وعرض على رسول الله أن يستخدمهم , ويستعين بهم , حين خرج إلى حنين , فأبى.
        واستعمله الرسول صلى الله عليه وسلم على الجند ومخاليفها في اليمن , فلم يزل عاملاً عليها حتى قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه, واستعمله عثمان بن عفان رضي الله عنه أيضاً , وما زال والياً حتى توفي في أثناء حصاره عام خمسة وثلاثين.
        حياة عمر وأخلاقه وصفاته:

        نبت عمر في أسرة نبيلة , ويقال أنه ولد في العام الذي قتل فيه عمر بن الخطاب عام 23هـ للهجرة في مكة , ويظن البعض أنه من سكان المدينة ولكن الأرجح أنه مكي مولدا ونشأة فهو يقول:
        وأنا امرؤٌ بقرار مكة مسكني ولها هواي فقد سبت قلبي
        ولم يكد عمر يتجاوز الثالثة عشرة من عمره حتى توفي أبوه , وبذلك خلّي بينه وبين أمه الغريبة , فنشّأته كما تهوى , أو كما تنشّئ أم سبيّة فتاها الثري ثراء مفرطاً , تترك له حبله على الغارب ليتناول من اللهو كل ما تصبو إليه نفسه .فنشأ بتأثير غناه ودلاله مفتوناً بدنياه وبما حوله من ملاهيها , وما ينقصه ؟ فداره تعج بالجواري والسبايا, التي كانت تكتظ بها دور نبلاء قريش حينئذ , وليس هناك طرفة من طرف الدنيا إلا وهو يستطيع أن يقتنيها , وأن يلهو بها ما شاء له هواه.


        وكان عمر جميلاً , ولم يلبث أن تفجر في نفسه هذا الينبوع العذب , ينبوع الشعر, مع فتنة في الحديث ورقة شعور ومزاج , فأصبح حديث الشباب , وكانت موجة الغناء حادة كما قدمنا , وكان الشعر هو القطرات التي تعقدها في أسماع الناس , وكان عمر يحسن إرسال هذه القطرات النفسية , فتعلّق به مجتمع مكة تعلقاً شديداً.
        لا غرو, فقد حشد ثراءه لفنه , فهو يصنع المقطوعة من شعره , ثم يطلب لها أروع المغنين في عصره , ليغنوه فيها لحناً خالداً، ويجيزهم جوائز مختلفة, فهذا ابن سريج يعطيه في تلحينه لإحدى مقطوعاته ثلاثمائة دينار , وهذا الغريض يعطيه في تلحين مقطوعة أخرى خمسة آلاف دينار, ويعطي جميلة في تلحين مقطوعة رابعة عشرة آلاف درهم.

        وهكذا كانت حياة عمر في مكة حياة شعر وغناء خالص , ولم يكن للناس حينئذ من لهو سوى هذا الغناء وما يصاحبه من شعر , فدار اسم عمر على كل لسان.
        نذر عمر حياته لهذا اللون من الغزل الصريح وأخضعه لفن الغناء الذي عاصره؛ إذ يستخدم الأوزان الخفيفة والمجزوءة، حتى يحملها المغنون والمغنيات ما يريدون من ألحان وإيقاعات كما يستخدم لغة سهلة ، فيها عذوبة وحلاوة ، حتى تفسح لهم في روعة النغم.
        كان مجتمع مكة حينئذ تسوده ضروب من الحرية المهذبة في لقاء الرجال بالنساء ,فبرزت المرأة للشباب ولكنها تحتفظ بحجاب من الوقار، وقد كانت هناك مواسم تكثر فيها هذه الطلبات- الظهور في مرآة شعره - على عمر وغيره من شعراء مكة, وذلك في مواسم الحج و إذ كانت تحشد فيها نساء العرب وفتياتهم , وكان الذوق العربي العام لا يمنع أن يشيد شاعر بجمال امرأة , بل لعل في هذه الإشادة ما يعرف بها وبجمالها , ولذلك كانت تطلبها المرأة العربية ولا تجد فيها غضاضة , بل على العكس كانت تجد فيها طرافة وإعلاناً عنها وتمهيداً لأن يطلبها الأزواج.


        وهذا الذوق العام هو الذي أشاع الغزل في المرأة العربية الشريفة , وأخذ عمر يستغله ويبعد في استغلاله لا في فتيات مكة ونسائها , بل في فتيات العرب جميعاً ونسائهم ممن يحججن إلى مكة وتقع عينه عليهن , وكأنما كانت عينه "عدسة " مكة في هذا العصر , فلا تمر امرأة إلا وتهب عين عمر, فيسجل صورتها, ومن هنا كنا نقرأ في شعره أخباراً وقصصاً عن جميلات الحواج , مثل فاطمة بنت محمد بن الأشعث الكندية , وزوجة أبي الأسود الدؤلي , وليلى بنت الحارث البكرية, ورملة بنت عبد الله الخزاعية وغيرهن الكثير.....

        نماذج من شعره:
        1-
        حَدِّثْ حَديثَ فتاة ِ حَيٍّ مرّة ً بالجزعِ بين أذاخرٍ وحراءِ
        قَالَتْ لِجَارَتِها عِشاءً، إذْ رَأَتْ نُزَهَ المَكَانِ وَغَيْبَة َ الأَعْدَاءِ
        في رَوْضة ٍ يَمّمْنَهَا مَوْلِيَّة ٍ مَيْثَاءَ رَابِيَة ٍ بُعَيْدَ سَماءِ
        في ظِلِّ دَانِيَة ِ الغُصُونِ وَرِيقَة ٍ نَبَتَتْ بأَبْطَحَ طَيِّبِ الثَّرياءِ
        وكأنّ ريقتها صبيرُ غمامة ٍ بردت على صحوٍ بعيدَ ضحاء:
        ليتَ المغيري العشية َ أسعفتْ دارٌ بهِ، لتقاربِ الأهواءْ
        إذ غابَ عنا منْ نخافُ، وطاوعتْ أرضٌ لنا بلذاذة ٍ وخلاء
        قلتُ: اركبوا نزرِ التي زعمتْ لنا أن لا نباليها كبيرَ بلاءِ
        بينا كذلكَ، إذ عجاجة ُ موكبٍ، رَفَعُوا ذَمِيلَ العِيسِ بِالصَّحْرَاءِ
        قَالَتْ لِجَارَتِها کنْظري ها، مَنْ أُولَى وتأملي منْ راكبُ الأدماء؟
        قَالتْ أَبُو الخَطَّاب أَعْرِفُ زِيَّهُ وَرَكُوبَهُ لا شَكَّ غَيْرَ خَفَاءِ
        قَالَتْ وَهَلْ قَالَتْ نَعَمْ فَکسْتَبْشِري ممن يحبُّ لقيه، بلقاء
        قالت: لقد جاءتْ، إذاً، أمنيتي، في غيرِ تكلفة ٍ وغيرِ عناء
        مَا كُنْتُ أَرْجُو أَن يُلِمَّ بأَرْضِنَا إلا تمنيهُ، كبيرَ رجاء
        فإذا المنى قد قربتْ بلقائه، وأجابَ في سرٍّ لنا وخلاء
        لما تواقفنا وحييناهما، رَدَّتْ تَحِيَّتَنا عَلَى کسْتِحْيَاءِ
        قلنَ: انزلوا فتيمموا لمطيكمْ غيباً تغيبهُ إلى الإماء

        2-
        مَرَّ بي سِرْبُ ظِباءِ رَائِحاتٍ مِنْ قُباءِ
        زمراً نحوَ المصلى مُسْرعاتٍ في خَلاءِ
        فتعرضتُ، وألقيتُ جلابيبَ الحياء
        وقديماً كانَ عهدي، وَفُتُوني بِالنِّساءِ


        3-
        حيِّ الربابَ، وتربها أسماءَ، قبلَ ذهابها
        إرْجِعْ إلَيْهَا بِالَّذي قالتْ برجعِ جوابها
        عرضتْ علينا خطة ً مشروقة ً برضابها
        وتدللتْ عندَ العتا بِ فَمَرْحَباً بِعِتَابِها
        تبدي مواعدَ جمة ً، وَتَضُنُّ عِنْدَ ثَوَابِهَا
        ما نلتقي إلا إذا نَزَلَتْ مِنًى بِقِبَابِها
        في النَّفْرِ أَو في لَيْلَة ِ التَّحْـ ـصيبِ عِنْدَ حِصَابِهَا
        أزجرْ فؤادكَ إنْ نأتْ وَتَعَزَّ عَنْ تَطْلاَبهَا
        وَاشْعِرْ فُؤَادَكَ سَلْوَة ً عَنْهَا وَعَنْ أَتْرَابِها
        وَغَرِيرَة ٍ رُؤدِ الشَّبا بِ النسكُ من أقرابها
        حَدَّثْتُها فَصَدَقْتُها وكذبتها بكذابها
        وَبَعَثْتُ كَاتِمَة َ الحَدِيـ ـثِ رفيقة ً بِخِطَابِها
        وحشية ً إنسية ً خراجة ً من بابها
        فرقتْ، فسهلتِ المعا رِضَ مِنْ سَبيلِ نِقَابِها

        4-

        خبروها بأنني قد تزوجت فظلت تكاتم الغيظ ســـرا
        ثم قالت لأختها ولأخرى جزعا ليته تزوج عشــرا
        وأشارت الى نساء لديها لا ترى دونهن للسر ستــرا
        ما لقلبي كأنه ليس مني وعظامي أخال فيهن فتــرا
        من حديث نمى إلى فظيع خلت في القلب من تلظيه جمرا

        5-

        رأين الغواني الشيب لاح بعارضي فأعرضن عني بالخدود النواضر
        وكن اذا ابصرنني او سمعنني سعين فرقعن الكوى بالمحاجر
        فان جمحت عني نواظر اعين رمين بأحداق المها والجاذر
        فإني من قوم كريم نجارهم لاقدامهم صيغت رؤوس المنابر الأحوص شاعر المدينة:
        الأحوص الأنصاري
        ? - 105 هـ / ? - 723 م
        عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم الأنصاري. من بني ضبيعة، لقب بالأحوص لضيق في عينه.
        شاعر إسلامي أموي هجّاء، صافي الديباجة، من طبقة جميل بن معمر ونصيب، وكان معاصراً لجرير والفرزدق.
        وهو من سكان المدينة. وفد على الوليد بن عبد الملك في الشام فأكرمه ثم بلغه عنه ما ساءه من سيرته فردّه إلى المدينة وأمر بجلده فجلد ونفي إلى دهلك (وهي جزيرة بين اليمن والحبشة) كان بنو أمية ينفون إليها من يسخطون عليه.
        فبقي بها إلى ما بعد وفاة عمر بن عبد العزيز وأطلقه يزيد بن عبد الملك، فقدم دمشق ومات بها، وكان حماد الراوية يقدمه في النسيب على شعراء زمنه.

        نماذج من شعره:
        1-
        سَلاَّمُ ذِكْرُكِ مُلْصَقٌ بِلِسَانِي وَعَلى هَوَاكِ تَعُودُنِي أحْزَانِي
        مَا لِي رَأَيْتُكِ فِي المَنَامِ مِطِيعَة ً وَإذَا انْتَبَهْتُ لَجَجْتِ فِي العِصْيَانِ
        أبداً محبُّكِ ممسكٌ بفؤادهِ يَخْشَى اللَّجَاجَة مِنْكِ فِي الهِجْرَانِ
        إِنْ كُنْتِ عَاتِبَة ً فَإِنِّي مُعْتِبٌ بَعْدَ الإسَاءَة ِ، فَتقْبَلِي إْحسَانِي
        لاَ تَقْتُلِي رَجُلاً يَرَاكِ لِمَا بِهِ مِثْلَ الشَّرَابِ لِغُلَّة الظَّمْآنِ
        2-
        وَقَدْ جِئْتُ الطَّبِيبَ لِسُقْمِ نَفْسِي ليشفيها الطَّبيبُ فما شفاها
        وكنتُ إذا سمعتُ بأرضِ سعدى شَفَانِي مِنْ سَقَامِي أَنْ أَرَاهَا
        فَمَنْ هَذَا الطَّبِيبُ لِسُقْمِ نَفْسي سوى سعدى إذا شحطتْ نواها
        3-
        وإذا الدُّرِّ حسنَ وجودهٍ كَانَ لِلدُّرِّ حُسْنُ وَجْهِكِ زَيْنَا
        وَتَزِيدِينَ أَطْيَبَ الطِّيبِ طِيباً أنْ تمسِّيهِ أينَ مثلكِ أينا
        4-
        أَقُولُ لَمَّا الْتَقَيْنَا وَهْي صَادِفَة ٌ عنّي، لِيَهْنَكِ مَنْ تُدْنِينَهُ دُونِي
        إنِّي سأمنحكِ الهجرانَ معتزماً مِنْ غَيْرِ بُغْضٍ لَعَلَّ الهَجْرَ يُسْلِيني
        ومثنياً رجعَ أيَّامٍ لنا سلفتْ سَقْياً وَرَعْياً لِذَاكَ الدِّينِ مِنْ دِينِ
        العرجي: 120 هـ / ? - 737 م
        عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي القرشي، أبو عمر.
        شاعر، غزل مطبوع، ينحو نحو عمر بن أبي ربيعة، كان مشغوفاً باللهو والصيد، وكان من الأدباء الظرفاء الأسخياء، ومن الفرسان المعدودين، صحب مسلمة بن عبد الملك في وقائعه بأرض الروم، وأبلى معه البلاء الحسن، وهو من أهل مكة، ولقب بالعرجي لسكناه قرية (العرج) في الطائف. وسجنه والي مكة محمد بن هشام في تهمة دم مولى لعبد الله بن عمر، فلم يزل في السجن إلى أن مات، وهو صاحب البيت المشهور، من قصيدة:
        أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر
        نماذج من شعره:
        1-
        أَوجَعَ القَلبَ قَولُها حِينَ راحُوا لي تَقَدَّم إِلى المَبيتِ هُدِيتا
        هَل يَضُرَّنَّكَ المَسيرُ لَئِن سِر تَ قَريباً وَإِن بَلَغتَ المَبيتا
        قُلتُ إِنّي أَخشى عَلَيكِ عُيوُناً من عِداةٍ وَذا شَذاةٍ مَقِيتا
        ثُمَّ قالَت قَد كُنتُ آذَنتُ أَهلي قَبلَ هَذا عَلى الَّذي قَد هَوِيتا
        ما سَلِيمنا إِلَيكَ مُنذُ اِصطَحَبنا في الَّذي تَشتَهي وَما إِن عُصِيتا
        2-
        عُوجِي عَلَينا رَبَّةَ الهَودَجِ إِنَّكِ إِن لا تَفعَلي تَحرُجي
        أَيسَرُ ما نالَ مُحِبٌّ لَدى بَينِ حَبيبٍ قَولُهُ عَرِّجِ
        تُقضَ إِلَيهِ حاجَةٌ أَو يَقُل هَلأ لِيَ مِمّا بِيَ مِن مَخرَجِ
        مِن حَيِّكُم بِنتُم وَلَم يَنصَرِم وَجدُ فُؤادِ الهائِمِ المُنضَجِ
        فَعاجَتِ الدَهماءُ بي خيفَةً أَن تَسمَعَ القَولَ وَلَم تُعنِج
        فَما اِستَطاعَت غَيرَ أَن أَومَأَت نَحوي بِعَيني شادِنٍ أَد   شعراء الغزل العذري:
        الغزل العذري غزل عفيف طاهر ونسب إلى بني عذرة إحدى قبائل قضاعة التي كانت تسكن في وادي القرى بالحجاز ، تميز شعر هذه الفئة من الشعراء بالنقاء والطهر والبعد عن الفحش ويعزو بعض الدارسين ذلك إلى الإسلام الذي طهر النفوس وسمى بها عن الدنايا وإلى نشأتهم البدوية بعيدا عن المدنية المترفة بمباهجها ولهوها ، فعصمهم فعصمتهم بداوتهم وإسلامهم من الحب الذي تدفع إليه الغرائز إلى حب عفيف مثالي يسمو على رغبات الجسد وفي كتاب الأغاني أخبارهم وأشعارهم إليك بعضا منها:

        كثير عزة40 - 105 هـ / 660 - 723 م
        كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن مليح من خزاعة وأمه جمعة بنت الأشيم الخزاعية.
        شاعر متيم مشهور، من أهل المدينة، أكثر إقامته بمصر ولد في آخر خلافة يزيد بن عبد الملك، وتوفي والده وهو صغير السن وكان منذ صغره سليط اللسان وكفله عمه بعد موت أبيه وكلفه رعي قطيع له من الإبل حتى يحميه من طيشه وملازمته سفهاء المدينة.
        واشتهر بحبه لعزة، فعُرِف بها وعُرِفت به وهي: عزة بنت حُميل بن حفص من بني حاجب بن غفار كنانية النسب كناها كثير في شعره بأم عمرو ويسميها تارة الضميريّة وابنة الضمري نسبة إلى بني ضمرة.
        وسافر إلى مصر حيث دار عزة بعد زواجها وفيها صديقه عبد العزيز بن مروان الذي وجد عنده المكانة ويسر العيش.

        وتوفي في الحجاز هو وعكرمة مولى ابن عباس في نفس اليوم فقيل:
        مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس.

        ارسال پیام خصوصی اشتراک گذاری : | | | | |
        این پست با شماره ۲۶۶۹ در تاریخ سه شنبه ۲۸ آبان ۱۳۹۲ ۰۳:۴۲ در سایت شعر ناب ثبت گردید
        ۲ شاعر این مطلب را خوانده اند

        میثم دانایی

        ،

        فرامرز فرخ

        نقدها و نظرات
        تنها کابران عضو میتوانند نظر دهند.



        ارسال پیام خصوصی

        نقد و آموزش

        نظرات

        مشاعره

        کاربران اشتراک دار

        محل انتشار اشعار شاعران دارای اشتراک
        کلیه ی مطالب این سایت توسط کاربران ارسال می شود و انتشار در شعرناب مبنی بر تایید و یا رد مطالب از جانب مدیریت نیست .
        استفاده از مطالب به هر نحو با رضایت صاحب اثر و ذکر منبع بلامانع می باشد . تمام حقوق مادی و معنوی برای شعرناب محفوظ است.
        3